للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والحث على التمسك بها، والتسليم لها، والانقياد لها، وترك الاعتراض عليها" (١).

ومن قبل قال مالك وشيخه ربيعة بن عبد الرحمن (٢) -رحمهما الله- حين جاء السؤال كيف استوى؟! قالا: "الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة" (٣).

[٧ - النصوص تقدم على الرأي وكل فتيا مخالفة]

قال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} [الحجرات: ١]، وقال سبحانه: {فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ} [القصص: ٥٠].

فلا مناص من أن يؤخذ الدليل النصي مأخذ الافتقار، وأن يكون العمدة عند الاستدلال وقال الشافعي -رحمه الله-: "يسقط كل شيء خالف أمر النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولا يقوم معه رأي ولا قياس" (٤).

وقال ابن عبد البر -رحمه الله-: "واعلم يا أخي أن السنة والقرآن هما أصل الرأي والعيار عليه، وليس الرأي بالعيار على السنة، بل السنة عيار عليه" (٥).

وقال ابن القيم -رحمه الله-:"وقد كان السلف يشتد عليهم معارضة النصوص بآراء الرجال، ولا يقرون المعارض على ذلك" (٦).

وقد بوَّب الدارمي -رحمه الله- في سننه فقال: "باب الرجل يفتي بشيء، ثم يبلغه عن


(١) الفقيه والمتفقه، للخطيب البغدادي، (١/ ٣٧٤).
(٢) أبو عثمان، ربيعة بن أبي عبد الرحمن الرأي، الإمام، مفتي المدينة، وعالم الوقت، أدرك من الصحابة أنس بن مالك، والسائب بن يزيد، وعامة التابعين، توفي سنة ١٣٦ هـ. طبقات الفقهاء، للشيرازي، (ص ٦٥)، سير أعلام النبلاء، للذهبي، (٦/ ٨٩).
(٣) شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة، للالكائي، (٢/ ٤٤١).
(٤) الأم، للشافعي، (٣/ ٥٩٥).
(٥) جامع بيان العلم، لابن عبد البر، (٢/ ١١٤٠).
(٦) الصواعق المرسلة، لابن القيم، (٣/ ١٠٦٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>