للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"فمن أخبرنا الله -عز وجل- أنه علم ما في قلوبهم، فرضي عنهم، وأنزل السكينة عليهم، فلا يحل لأحد التوقف في أمرهم، أو الشك فيهم البتة" (١).

قال قتادة -رحمه الله- في قوله تعالى: {وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ} [سبأ: ٦]: "أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم -" (٢).

وقال سفيان -رحمه الله- في قوله تعالى: {قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى} [النمل: ٥٩]: "هم أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم -" (٣).

وفي منزلة علمهم واجتهادهم وفتاويهم قال الإمام الشافعي -رحمه الله-: ". . . فعلموا ما أراد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عامًّا وخاصًّا، وعزمًا وإرشادًا، وعرفوا من سنته ما عرفنا وجهلنا، وهم فوقنا في كل علم واجتهاد، وورع وعقل، وآراؤهم لنا أحمد وأولى بنا من رأينا عند أنفسنا، ومَنْ أدركنا ممن يُرضَى أو حكي لنا عنه ببلدنا صاروا فيما لم يعلموا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيه سنة إلى قولهم إن اجتمعوا، أو قول بعضهم إن تفرقوا، وهكذا نقول، ولم نخرج عن أقاويلهم، وإن قال أحدهم ولم يخالفه غيره أخذنا بقوله" (٤).

وأفضل علم السلف والخلف ما كانوا مقتدين فيه بالصحابة.

يقول ابن تيمية -رحمه الله-: "ولا تجد إمامًا في العلم والدين، كمالك، والأوزاعي، والثوري، وأبي حنيفة، والشافعي، وأحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه، ومثل: الفضيل (٥)،


= مكتبة الرشد، الرياض، ط ١، ١٤٢٢ هـ - ٢٠٠١ م، (ص ٢١١).
(١) الفصل في الملل والأهواء والنحل، لعلي بن أحمد بن سعيد بن حزم الظاهري، مكتبة الخانجي، القاهرة، (٤/ ١١٦).
(٢) أخرجه ابن جرير في تفسيره (٢٠/ ٣٥٢) عن قتادة.
(٣) تفسير ابن كثير، (٦/ ٢٠١).
(٤) انظر: إعلام الموقعين، لابن القيم، (١/ ٨٠)، وعزاه للشافعي في الرسالة البغدادية القديمة.
(٥) أبو علي، الفضيل بن عياض بن مسعود بن بشر، الإمام القدوة الثبت، شيخ الإسلام، كان ثقة ثبتًا فاضلًا =

<<  <  ج: ص:  >  >>