للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جل أن يشبه بما صنعه، أو يضاف إلى ما اخترعه وابتدعه، محصي الأنفاس، القائم على كل نفس بما كسبت {لقد أحصاهم وعدهم عدًا * وكلهم آتية يوم القيامة فردًا} [مريم: ٩٤ - ٩٥]، {لتجزى كل نفس بما تسعى} [طه: ١٥]، {ليجزى الذين أساؤوا بما عملا ويجزى الذين أحسنوا بالحسنى} [النجم: ٣١] غنى عن خلقه، رازق لبريته، يطعم ولا يطعم، يرزق ولا يرزق، يجير ولا يجار عليه، الخليقة مفتقرة إليه، لم يخلقهم لاجتلاب نفع ولا دفع ضرر، ولا لداع دعاة إليه، ولا لخاطر خطر له، وفكر حدث له، بل إرادة مجردة كما قال وهو أصدق القائلين: {ذو العرش المجيد * فعال لما يريد} [البروج: ١٥ - ١٦].

متفردة بالقدرة على اختراع الأعيان، وكشف الضر والبلوى وتقليب الأعيان وتغيير الأحال، {كل يوم هو في شأن} [الرحمن: ٢٩].

يسوق ما قدر إلى ما وقت.

وأنه تعالى حي بحياة، وعالم بعلم، وقادر بقدرة، ومريد بإرادة، وسميع بسمع، وبصير ببصر، ومدرك بإدراك، ومتكلم بكلام، وآمر بأمر، وناه بنهي، ومخبر بخبر.

وأنه تعالى عادل في حكمه وقضائه، ومحسن متفضل في عطائه وإنعامه، مبدئ ومعيد، محيي ومميت، محدث وموجد، مثيب ومعاقب، جواد لا يبخل، حليم لا يعجل، حفيظ لا ينسى، يقظان لا يسهو، رقيب لا يغفل، يقبض ويبسط، يضحك ويفرح، يحب ويكره، ويبغض ويرضى، ويغضب ويسخط، يرحم ويغفر، ويعطي ويمنع، له يدان وكلتا يديه يمين، قال جل وعلا: {والسموات مطويات بيمينه} [الزمر: ٦٧]، روى عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال: ((قرأ رسول الله- صلى الله عليه وسلم- على المنبر {والسموات مطويات بيمينه} [الزمر: ٦٧] وقال: تكون في يمينه يرمي بها كما يرمي الغلام بالكرة، ثم يقول: أنا العزيز، قال: فلقد رأيت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يتحرك على المنبر حتى كاد يسقط)).

قال ابن عباس رضي الله عنهما: يقبض الأرضين والسموات جميعًا، فلا يرى طرفهما من قبضته.

وعن ابن عمر عن النبي- صلى الله عليه وسلم- أنه قال: ((المقسطون عند الله يوم القيامة على منابر من

<<  <  ج: ص:  >  >>