للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

منه إلى البلعوم أو الأنف مهما وضع فيه دواء أو غيره» (١).

٤ - اعتقادهم أنَّ النهي عن الاكتحال في الحديث الذي رواه أبو داود عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: أنه أمر بالإثمد المروح عند النوم وقال: «لِيَتَّقِهِ الصَّائِمُ» (٢) سببه خشية وصول شيء منه إلى الدماغ.

فالجواب عن ذلك أنّ الحديث ضعيف، ولا يثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.

قال أبو داود: قال لي يحيى بن معين: هو حديث منكر (٣)، ويعارضه حديث أنس بن مالك قال: «جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: اشْتَكَتْ عَيْنِي، أَفَأَكْتَحِلُ وَأَنَا صَائِمٌ؟ قَالَ: نَعَمْ» (٤).

قال الترمذي: «إسناده ليس بالقوي، ولا يصح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في هذا الباب شيء».

كما أنّ في إسناده أبو عاتكة، وهو ضعيف، واسم أبي عاتكة طريف بن سلمان. قال البخاري: «طريف بن سلمان: منكر الحديث»، وقال النسائي: «ليس بثقة»، وقال الرازي: «ذاهب الحديث» (٥).


(١) باشا، حسان شمس، التداوي والمُفَطِّرات، مجلة مجمع الفقه الإسلامي، مرجع سابق، ج ٢، ص ٢٥٧.
(٢) سبق تخريجه، ص (١٢٥) (ورد ذكره في الحاشية).
(٣) الزيلعي، عبدالله بن يوسف أبو محمد الحنفي، نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية، تحقيق: محمد يوسف البنوري، (مصر: دار الحديث، د. ط ١٣٥٧ هـ) ج ٢، ص ٤٥٧.
(٤) رواه الترمذي، كتاب الصوم، باب ماجاء في الكحل للصائم، رقم: ٧٢٦.
(٥) ابن الجوزي، عبد الرحمن بن علي بن محمد، التحقيق في أحاديث الخلاف، تحقيق: مسعد عبد الحميد محمد السعدني (بيروت: دار الكتب العلمية، الطبعة الأولى، ١٤١٥ هـ) ج ٢، ص ٩٠.

<<  <   >  >>