للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أو أدوية ومراهم للعلاج والتنظيف. كل ذلك لا يُفَطِّر ولا يفسد الصوم، وذلك للأسباب الآتية:

١ - أنّ القائلين بفساد الصوم بما يدخل إلى الفرج اعتمدوا على دليل وتعليل.

أ-أما الدليل وهو حديث «الفطر مما دخل» فقد سبق بيان ضعفه.

وأنَّ أئمة الحديث قد نصوا على تضعيفه منهم الزيلعي في نصب الراية (١)، وقال الهيثمي: «رواه أبو يعلى وفيه من لم أعرفه» (٢)، وقال القاري: «ولجهالة المولاة-أحد رواة الحديث- لم يثبته بعض أهل العلم» (٣).

وعلى فرضية صحة الحديث فإن قصة الحديث وسياقه تبين لنا المراد من النص، وهو أن المقصود به هو الداخل المعتاد من الفم (٤).

ب- وأما التعليل بأنَّ ما يدخل إلى الفرج يصل إلى الجوف فقد بين الطب الحديث عدم وجود أي صلة بين المهبل والرحم وبين الجهاز الهضمي (٥)؛ وعليه


(١) الزيلعي، عبد الله بن يوسف، نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية، مرجع سابق ج ٢، ص ٤٥٣.
(٢) الهيثمي، علي بن أبي بكر، مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، مرجع سابق، ج ٣، ص ١٦٧.
(٣) القاري، علي بن سلطان محمد، مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح، تحقيق: جمال عيتاني، (لبنان، بيروت: دار الكتب العلمية، الطبعة الأولى ١٤٢٢ هـ - ٢٠٠١ م) ج ٤، ص ٤٣٧.
(٤) سبق تفصيل الرد في ذلك في في الفصل الأول، المطلب الخامس: مناقشة تقرير الفقهاء للجوف، فاكتفيت بالإجمال، واستغنيت عن التفصيل بالإحالة إليه.
(٥) تم بيان ذلك في الجانب الطبي لهذه المسألة.

<<  <   >  >>