للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وسبب تفسير ابن الجوزي العلقة بالدم الجامد، لأن "حجم العلقة عند انغرازها لا يزيد على ربع مليمتر" (١) لا تكاد ترى بالعين المجردة، وإمكانيات علمائنا في ذلك الوقت لا تسمح برؤيتها بالمجهر لذلك بعدوا عن الصواب في وصفها.

٣ - المضغة

بين معناها د. محمد علي البار بقوله: "هي مرحلة في علم الأجنة يشبه الجنين فيها في مظهره لقمة ممضوغة، ولكأنما تظهر فيه آثار الأسنان مغروزة" (٢) وقد فسر ابن الجوزي معناها بقوله: "والمغضة: لحمة صغيرة. قال ابن قتيبة: وسميت بذلك، لأنها بقدر ما يمضغ" (٣).

وقد جاء في علم الأجنة، أن هذه المرحلة تعتبر بداية التكوين العضوي، الذي تتميز فيه الأعضاء على شكل كتل بدنية صغيرة، ولاسيما في منطقة الرأس والجذع، وبداية الفقرات والأطراف "وعندما تظهر الكتل البدنية، يبدو الجنين فعلًا مضغة صغيرةً، ويشبه شيئًا ممضوغًا عليه آثار الأسنان" (٤).

٤ - العظام:

٥ - اللحم:

لم يفسر ابن الجوزي مرحلة العظام واللحم كما فعل في المراحل الثلاث السابقة التي طرأت على الجنين، وربما لم يوضح هاتين المرحلتين بسبب تداخلهما، ولأنه كما ثبت من خلال الأبحاث العلمية "أن العظام تبدأ في الظهور في الوقت الذي لا زال الوصف الغالب على الجنين هو المضغة، وتظهر العضلات والعظام لا زالت لم تكتمل بعد، ويظهر الجلد


(١) مرجع سابق، البار. خلق الإنسان بين الطب والقرآن. ص ١٠٧.
(٢) مرجع سابق، البار. الوجيز في علم الأجنة القرآني. ص ٣٩.
(٣) مرجع سابق، ابن الجوزي. زاد المسير في علم التفسير. الجزء الخامس , ص ٤٠٦.
(٤) عز الدين، توفيق، محمد. دليل الأنفس بين القرآن الكريم والعلم الحديث. القاهرة، دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة، الطبعة الأولى، ١٤٠٧ هـ -١٩٨٦ م، ص ١٣٣.

<<  <   >  >>