للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وتظهر في الأسبوع الخامس والسادس الرحمي، ثم تليها المرحلة الغضروفية، وتبدأ في أواخر الأسبوع السادس، ثم تظهر في الأسبوع السابع الرحمي (بداية المضغة) مراكز تمعظم في جسم الفقرات الغضروفية، وفي الأسبوع الثامن تظهر مراكز تمعظم في أقواس الفقرات، وتبدأ الأضلاع عندئذ في الظهور، ثم تتكون العضلات حول العظام وتكسوها باللحم كما ذكرته الآية الكريمة" (١).

وقال الرسول - صلى الله عليه وسلم -: "إذا مرَّ بالنطفةِ ثنتان وأربعون ليلةً، بعثَ الله إليها ملكًا. فصورها وخلقَ سمعَها وبصرَها وجلدَها ولحمَها وعظامَها" (٢).

وهكذا تثبت الآية الكريمة والحديث النبوي الشريف مرحلة العظام واللحم.

٦ - مرحلة "خلق آخر": ويتضمن التصوير والتسوية ونفخ الروح:

من المعلوم أنه في هذه المرحلة تتم المراحل النهائية من نمو الجنين بصفةٍ عامةٍ على المستوى الجسمي، فتتميز الأعضاء مثل بصمات الجنين وأظافره، كما يستقر عمل القلب، وينمو الجهاز العصبي، كذلك تتضح خصائص الأنوثة أو الذكورة (٣).

وقد قال ابن الجوزي بشأن هذه المرحلة -في تفسير قول الله تعالى: {ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ} (٤)، "وفي محل هذا الإنشاء قولان أحدهما: أنه في بطن الأم. ثم في صفة الإنشاء قولان أحدهما: أنه نفخ الروح فيه، رواه عطاء عن ابن عباس، وبه قال أبو العالية، والشعبي، ومجاهد وعكرمة والضحاك وآخرين. والثاني: أنه جعله ذكرًا أو أنثى. قاله الحسن.


(١) المرجع السابق، ص ١٤٨.
(٢) مرجع سابق، النيسابوري. صحيح مسلم. الجزء الرابع، كتاب القدر، باب كيفية الخلق الآدمي، في بطن أمه، وكتابة رزقه وأجله وعمله، وشقاوته وسعادته، ص ٢٠٣٧، حديث رقم ٢٦٤٥.
(٣) خلاصة القراءة من: مرجع سابق، عز الدين. دليل الأنفس بين القرآن الكريم والعلم الحديث. ص ١٥٣.
(٤) سورة المؤمنون، الآية ١٤.

<<  <   >  >>