للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المعبود، وتعظيمه لا يكون إلا بحضور القلب في الخدمة، وقد كان في السلف من يتغير إذا حضرت الصلاة ويقول: أترون بين يدي مَنْ أريد أن أقف!

وأنت تعلم أن من حضر قلبه في تعظيم سلطانه فحضر بين يديه من يعرف إلى جانبيه، امتلأ بهيبة المعظَّم، فإذا أردت استجلاب حضور قلبك الغائب ففرّغه من الشواغل مهما استطعت" (١)، وهكذا فإن الصلاة قوة روحية ونفسية، تعين الفرد على مواجهة متاعب الحياة ومصاعبها، ويجد المؤمن في ظلالها الهدوء النفسي، والسكينة والاطمئنان، وجميع هذه الأمور وغيرها تصقل شخصية المؤمن وتزيدها قوة وكمالا.

٢ - الزكاة

أحد أركان الإسلام الخمسة لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "بُني الإِسلامُ على خمس: شهادةِ أن لا إلَه إلا اللهُ وأن محمدًا عبدهُ ورسولهُ. وإقامِ الصلاة. وإيتاءِ الزكاة. وحجَّ البيت. وصومِ رمضان" (٢).

والزكاة من العبادات المفروضة على كل مسلم، وهي مقيدة بحدود وشروط ثابتة في القرآن الكريم والسُّنّة النبوية المطهرة، قال الله تعالى: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ} (٣). وقال تعالى: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} (٤).

والإنسان بفطرته يحب المال حبا كثيرًا، لقول الله تعالى: {وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا} (٥). وقوله تعالى: {وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ} (٦). والمنهج


(١) المرجع السابق، الجزء الثاني، ص ٢٣٥.
(٢) مرجع سابق، النيسابوري. صحيح مسلم. الجزء الأول، ص ٤٥، كتاب الإيمان، باب بيان أركان الإِسلام ودعائمه العظام، حديث رقم ٢١.
(٣) سورة البقرة، الآية ١١٠.
(٤) سورة التوبة، الآية ٦٠.
(٥) سورة الفجر، الآية ٢٠.
(٦) سورة العاديات، الآية ٨.

<<  <   >  >>