للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

• الفصل الخامس التربية الأخلاقية

اهتم المنهج التربوي الإسلامي بالجانب الخلقي، كغيره من الجوانب الأساسية في شخصية الإنسان المسلم. وقد ركّز ابن الجوزي على مفهوم الأخلاق في الإسلام، لَا على التربية الأخلاقية، لذلك ستقوم الباحثة بعرض آرائه كما هي ثم تستخلص منها الآراء التربوية المتعلقة بهذه الأمور الأخلاقية، وقد سبق في فصل تربية الطفل في ضوء مراحل النمو، أن وضحت الباحثة بعض النواحي الأخلاقية الخاصة بالطفل، لذلك لا داعي لذكرها تجنبا للتكرار.

أولًا: مفهوم الخُلق وطبيعته عند ابن الجوزي وغيره

أ - معنى الخُلق في اللغة:

ورد معنى الخُلق في لسان العرب: "الخُلْقُ: بضم اللام وسكونها: هو الدينُ والطبعُ والسجيةُ، وحقيقته أنه لصورة الإنسان الباطنة، وهي نفسه وأوصافها ومعانيها المختصة بها بمنزلة الخَلْق لصورته الظاهرة وأوصافها ومعانيها، ولهما أوصاف حسنة وقبيحة" (١).

أما الإمام الجرجاني فقد عرَّفه بقوله: "الخلقُ: عبارةٌ عن هيئةٍ للنفسِ راسخة تصدرُ عنها الأفعالُ بسهولةٍ ويسر من غير حاجة إلى فكر ورويةٍ، فإن كانت الهيئةُ بحيث تصدرُ عنها الأفعالُ الجميلة عقلًا وشرعا بسهولةٍ، سميت الهيئةُ: خلقًا حسنًا، وإن كان الصادرُ منها الأفعالُ


(١) مرجع سابق، ابن منظور. لسان العرب. المجلد العاشر، ص ٨٦.

<<  <   >  >>