للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الناس عن عرض (١)، ويستفتح (٢) بهم كرائم الأرض، يكسّر الأوثان، ويعبد الرحمن، ويخمد النيران، ويدحر الشيطان، قوله فصل، وحكمه عدل، يأمر بالمعروف ويفعله، وينهى عن المنكر ويبطله.

فقال عبد المطّلب: عزّ جدّك، وعلا كعبك، وطال عمرك، هل الملك سارّى بإفصاح؟، فقد أوضح لى بعض الإيضاح، فقال له الملك: والبيت ذى الحجب، والعلامات على النصب، إنّك يا عبد المطّلب، لجدّه غير الكذب.

فخرّ عبد المطّلب ساجدا ثم رفع رأسه، فقال له الملك: ثلج صدرك، وعلا أمرك، وبلغ أملك فى عقبك، هل أحسست بشئ ممّا ذكرت لك؟

قال: نعم، أبيت اللعن، كان لى ابن كنت عليه مشفقا، وبه رفيقا، فزوّجته كريمة من كرائم قومى، آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة، فجاءت بغلام سمّيته محمّدا، خدلج الساقين، أكحل العينين، بين كتفيه شامة، وفيه كلّما قلت من علامة.

فقال الملك: إنّ الذى قلت لكما قلت، فاحتفظ بابنك، واحذر عليه اليهود، فإنّهم له أعداء، ولن يجعل الله لهم عليه سبيلا، والله مظهر دعوته، وناصر شيعته، فأغض على ما ذكرت لك، واستره دون هؤلاء الرهط الذين معك، فلست آمن أن تدخلهم النفاسة، من أن تكون لكم الرياسة (٣)،