للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فانطلقوا حتى أتوها بخيبر، فقصّ عليها عبد المطّلب خبره، فقالت: ارجعوا اليوم عنّى حتى يأتينى تابعى من الجنّ فأسأله! فرجعوا عنها ثم غدوا عليها فقالت: كم الدية فيكم؟ قالوا: عشرة من الإبل، فقالت: ارجعوا إلى بلادكم، ثم قرّبوا صاحبكم، وقرّبوا عشرة من الإبل، ثم اضربوا عليها وعليه بالقداح، فإن خرجت القداح على صاحبكم فزيدوا فى الإبل، ثم اضربوا عليها وعليه بالقداح، فإن خرجت القداح على صاحبكم فزيدوا فى الإبل، ثم اضربوا أيضا هكذا حتى يرضى ربّكم، فإذا خرجت على الإبل فانحروها فقد رضى ربّكم، وتخلّص صاحبكم.

فرجع القوم إلى مكّة وقرّبوا عبد الله وقرّبوا عشرة من الإبل، وقام عبد المطّلب يدعو الله، فخرجت القداح على عبد الله، ولم يزل يزيد عشرا عشرا حتى بلغت الإبل مائة، فخرجت القداح على الإبل، فقال سادة قريش لعبد المطّلب:

قد رضى ربّك، فقال: لا والله حتى أضرب بها ثلاث مرات، (٢٣) فضربوها فخرجت على الإبل فنحرت الإبل، وتركت لا يصدّ عنها إنسان ولا طائر ولا سبع.

وانطلق عبد المطّلب بابنه عبد الله من فوره حين أنجاه الله من الذبح فمرّ بالكعبة، وكانت أخت لورقة بن نوفل هناك، فرأت عبد الله فدعته، فجاءها، فقالت: أين تذهب؟ قال: مع أبى، فقالت له: هلاّك يا عبد الله أن تقع علىّ، فأعطيك مائة من الإبل مثل الذى نحرت عنك فدية، فقال لها: إنّى لا أستطيع فراق أبى، وانطلق معه فأتى به وهب بن عبد مناف بن زهرة فأنكحه ابنته آمنة، وأدخل عليها مكانه، فعلقت منه لوقتها برسول الله صلّى الله عليه وسلم، ولبث عندها ثلاثا ثم خرج، فمرّ بأخت ورقة بن نوفل، فلم تقل له شيئا، فقال لها: ما لك لم تعرضى