للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فلمّا ولى عثمان وحجّ كان الحادى يحدو به ويقول:

إنّ الأمير بعده علىّ ... وفى الزبير خلف [رضىّ] (١)

لمّا تزوّج عثمان نائلة بنت الفرافصة قال لها أبوها: إنّك تقدمين على نساء من قريش هنّ أقدر منك على العطر، فلا تغلبى عن الكحل والماء وتطهّرى، وأتت المدينة مع أخيها ضبّ بن الفرافصة، فقالت:

[ألست ترى] (٢) ... يا ضبّ بالله أنّنى

مصاحبة نحو المدينة أركبا

نؤمّ أمير المؤمنين أخا التقى ... وخير قريش منصبا ومراكبا

ومهرها عثمان عشرة آلاف درهم، وأعطاها غلاما اسمه وكيسان (٣) وامرأته فأعتقتهما نائلة.

ولما أهديت نائلة إلى عثمان رضى الله عنه جلست على سرير، وجلس عثمان على سرير، فلمّا وضع عثمان قلنسوته بدت صلعته، قال لها: لا تكرهى ما ترين من الصلع، فإنّ وراءه ما تحبّين، فقالت: إنّى من نسوة أحبّ بعولتهنّ إليهنّ الشيخ السّيد (٤)، فقال: إمّا أن تقومى إلىّ وإمّا أن أقوم إليك، فقالت:

ما تجشّمته من مسافة السماوة أبعد من عرض هذا البيت، فلمّا جلست إليه مسح رأسها، ثم قال: اطرحى ملحفتك، ففعلت، ثم قال: اطرحى خمارك، ففعلت، ثم قال: اطرحى درعك، ففعلت، ثم قال: وإزارك، فقالت: أنت وذاك (٢٠٨) فلم تزل عنده حتى قتل.