للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ابن الزبير، ثم خلف عليها عمر بن عبد الله بن معمر المثنّى، وهى إحدى عقيلتى قريش، قال مصعب بن الزبير لحبىّ المدنيّة: ابغنى أيّما أتزوّجها، قالت: عائشة بنت طلحة، على عظم فى أذنيها وقدميها، فقال: أمّا الأذنان فيغطّيهما الخمار، وأما القدمان فيغطّيهما الخفّان، فتزوّجها، وأصدقها خمس مائة ألف درهم، فقال يونس بن أبى إياس الديلى، ويقال ابن همّام السلولى:

أبلغ أمير المؤمنين رسالة ... من ناصح ما إن يريد متاعا

بضع الفتاة بألف ألف كامل ... وتبيت سادات الجيوش جياعا

فلو اننى الفاروق أخبر بالّذى ... شاهدته ورأيته لارتاعا

وكانت عائشة هذه سيّئة الخلق، تشارّ أزواجها، غضبت يوما على عبد الله ابن عبد الرحمن بن أبى بكر، وكان أبا عذرتها، فخرجت إلى المسجد، فرآها أبو هريرة رضى الله عنه، فقال: سبحان الله، سبحان الله، ما أحسن ما غذّاك أهلك، أحسن وجها منك.

وقيل لعمر بن عبيد الله بن معمر، وهو آخر أزواجها، لو طلّقتها لاسترحت من سوء خلقها، فقال:

يقولون طلّقها وتصبح ثاويا ... مقيما عليك الهمّ أضغاث حالم

فإنّ فراقى أهل بيت أودّهم ... لهم زلفة عندى لإحدى العظائم

وجرت لعائشة هذه مع الحارث بن خالد المخزومى قصّة كانت سبب عزله عن ولاية [مكة] (١)؛ وذلك أنّ الحارث المخزومىّ قدم على عبد الملك بن مروان أيّام خلافته، فأقام ببابه ستّة أشهر لا يؤذن له، فانصرف وقال: