للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال المسعودى (١) رحمة الله: إنّ جملة من قتله علىّ رضى الله عنه بيده وسيفه فى يوم واحد وليلة واحدة خمسمائة وثلاثة وعشرون رجلا أكثرهم فى اليوم، علم ذلك لأنّه كان كلّما ضرب رجلا كبّر، وكان إذا ضرب قتل، ذكر ذلك عنه من كان يليه فى حربه لا يفارقه من ولده، وغيرهم.

وكان الأشتر ذلك اليوم فى ميمنة الجيش، وقد أشرف على الفتح، قال (٢):

فنادت مشيخة الشام: يا معشر العرب، الله الله فى الحرمات والنساء والبنات، فعندها قال معاوية لعمرو بن العاص، وقد عاين انكشافه، وانكشاف جيوشه:

ما عندك يا أبا عبد الله، فما خبأتك إلاّ لها، فقال عمرو: مر من كان معه مصحف فليرفعه على رمحه، قال: فكثر فى الجيش رفع المصاحف، وارتفعت الضجّات، ونادوا: كتاب الله بيننا وبينكم، من لثغور المسلمين؟ من لحفظ الشام بعد أهله؟ من لجهاد الروم؟ من لجهاد الترك من الكفّار؟ ورفع من عسكر معاوية نحو من خمسمائة مصحف.

قال: فلمّا رأى أهل العراق ذلك، قالوا: نجيب إلى كتاب الله، فقال علىّ:

ويحكم امضوا على حقّكم وصدقكم، القتال لعدوّكم، فإنّ معاوية، وابن العاص وابن أبى معيط، وعدّد جماعة، ليسوا بأصحاب دين ولا قرآن، فأنا أعرف بهم منكم، صحبتهم طويلا أطفالا ورجالا، فكانوا أشرّ أطفال وشرّ رجال (٣)، وإنّما هذا منهم مكر وخديعة، وهى خديعة ابن العاص.