للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم أخذ، فلمّا قدم إلى معاوية قال: إنّ عندى خبرا أسرّك به، فإن أخبرتك به تعف عنى؟ قال: نعم، فقال: إنّ أخالى قتل علىّ بن أبى طالب (٣١٦) فى هذه الّليلة، قال: فلعلّه لم يقدر على ذلك، قال: بلى، إنّ عليّا يخرج وليس معه حرس، فأمر معاوية بقتله، فقتل، وقيل: بل اعتقله حتى صح قتل علىّ عليه السّلام فأجاره وأطلقه.

وبعث معاوية إلى الساعدى، وكان طبيبا حاذقا، فلمّا نظر إلى معاوية قال:

اختر إحدى خصلتين: إمّا أن أحمى حديدة وأضعها على موضع السيف فيبرأ، وإما أسقيك شربة تقطع منك الولد وتبرأ، فإنّ ضربتك مسمومة، فقال معاوية:

أما النار فلا صبر لى عليها، وأما انقطاع الولد فإنّ فى يزيد وعبد الله ما تقرّ به عينى، ثم سقاه شربة فبرأ، ولم يولد له بعدها ولد.

وأما عمرو بن بكر، فإنّه جلس لعمرو بن العاص تلك الليلة أيضا، فلم يخرج عمرو إلى الصلاة، لما أراد الله من تأخير أجله، وكان قد شكا من وجع فى بطنه، وأمر خارجة بن أبى حبيبة (١)، وكان صاحب شرطته، أن يصلّى بالناس، فشدّ عليه عمرو بن بكر وهو يحسب أنّه عمرو بن العاص، فضربه فقتله من وقته، فأخذ، وانطلقوا به إلى عمرو بن العاص، ورآهم يسلّمون عليه بالإمرة، فقال ابن بكر: من هذا الذى تسلّمون عليه بالإمرة؟ فقالوا: عمرو بن العاص، قال:

فمن قتلت أنا؟ قالوا: قتلت خارجة، فقال: واخيبتاه، ثم قال لعمرو بن العاص:

أما والله يا فاسق ما ظننته غيرك، قال عمرو: أردتنى وأراد الله خارجة، ثم قدّمه فقتله.