للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ما لخص من الحوادث]

الخليفة معوية رضى الله عنه، ونواب الأمصار بحالهم.

وأما الأحنف بن قيس فإنه تغيرت منزلته عند عبيد الله بن زياد عما كانت عند أبيه زياد، وصار يقدم عليه من لا يساويه. فلما توجه عبيد الله إلى الشام للسلام على معوية، دخل عبيد الله على معوية وأعلمه بوصول رؤساء العراق. فقال: تعبرهم أولا فأولا على قدر مراتبهم عندك. فخرج إليهم وأدخلهم فكان آخر من دخل الأحنف بن قيس. فلما رآه معوية آخر الناس عظم عليه. فقال له: إلىّ إلىّ يا با بحر، حتى أجلسه معه على رتبته، وأقبل عليه يسايله ويحادثه، وأعرض عن الجميع. ثم إن أهل العراق أخذوا فى الشكر من عبيد الله والثناء عليه، والأحنف ساكت. فقال له معوية: لم لا تتكلم يا با بحر؟ فقال: إن تكلمت خالفتهم. فقال لهم معوية: اشهدوا علىّ إن عزلت عبيد الله عنكم، قوموا انظروا (٤٢) فى أمير أوليه عليكم، وترجعون إلىّ بعد ثلاثة أيام. فلما خرجوا من عنده كان فيهم جماعة يطلبون الإمارة لأنفسهم، وفيهم من عيّن غيره. ثم إنهم سعوا فى الباطن مع خواصّ معوية. ثم اجتمعوا بعد ذلك ودخلوا على معوية.

فأجلسهم على ترتيبهم. وأخذ الأحنف إليه كما فعل أولا وحادثه ساعة.

ثم قال: ما فعلتم فيما انفصلتم عليه؟ فجعل كل واحد يذكر شخصا، وطال حديثهم فى ذلك، والأحنف ساكت لا يتكلم بحرف واحد، ولم

(٣ - ٧،٦٣) أما. . . بأخرى: ورد النص فى وفيات الأعيان ٢/ ٥٠٣ - ٥٠٤