للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: فلما قرأ الحسين عليه السّلام ذلك، كتب الجواب: فإن كذبوك فقل {لِي عَمَلِي، وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ، أَنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمّا أَعْمَلُ، وَأَنَا بَرِيءٌ مِمّا تَعْمَلُونَ}.

ثم سار فى وجهته فى اثنين وثمانين رجلا من أهله وأولاده وإخوته وأصحابه وعبيده. وروى أن زينب خرجت لقضى حاجة فسمعت هاتفا يقول <من الوافر>:

ألا يا عين فاحتلفى بجهد ... فمن يبكى على الشهداء بعدى

على قوم تسوقهم المنايا ... بمقدار إلى أجل ووعدى

فأعلمت أخاها حسينا بذلك فقال: الذى قضاه هو كاين. قيل:

ورأى الحسين عليه السّلام فى النوم قايلا يقول: إنّكم تسرعون المسير والمنايا تسرع بكم إلى الجنة. فلما قارب الكوفة لقيه ألف فارس من جند عبيد الله بن زياد شاكين فى السلاح يقدمهم جرير بن يزيد. (٥٨) فقال لهم الحسين عليه السّلام: أنتم لنا أم علينا؟ فقالوا: بل عليكم، نحن من أصحاب عبيد الله بن زياد. قال: فنزل الحسين بكربلاء وقال: ما اسم هذا المكان؟ فقيل: كربلاء. فقال: دار كرب وبلاء. وكان قد تجمّع إليه قوم من الطريق فكان فى خمسين فارسا وماية راجلا، ونزل جند عبيد الله بإزايهم.

ثم ورد كتاب يزيد بن معوية إلى عبيد الله بن زياد، إنه إذا أتاك كتابى

(١٨ - ٧،٨٨) ثم. . . أصحابه: انظر تاريخ الطبرى ٢/ ٢٤٣،٢٩٨ - ٢٩٩، قارن أيضا الكامل ٤/ ٤٧