للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وينال من علىّ عليه السّلام ومن الحسين صلوات الله عليه. ففعل وأطنب فى ذلك. قال: فاستأذن علىّ بن الحسين ليزيد أن يصعد المنبر ويذكر ما يريد فامتنع يزيد. ثم قال فى نفسه: وماذا عسى أن يقول هذا الطفل؟ فأذن له.

فصعد علىّ رضى الله عنه المنبر، وخطب خطبة بليغة حتى أبكا العيون وأوجل القلوب، من جملتها يقول: أيها الناس من عرفنى فقد أكفا ومن لم يعرفنى فأنا أعرّفه نفسى وأنسب له حسبى ونسبى، أنا بن مكة ومنى، أنا بن زمزم والصفا، أنا بن من حمل الركن بأطراف الردى، أنا بن من حج وسعا ولبّا، أنا بن خير من ركب البراق فى الهوى، أنا بن من أسرى به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، أنا بن من بلغ به جبريل إلى سدرة المنتهى، أنا بن من {دَنا فَتَدَلّى. فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى}. أنا ابن من صلى بالملايكة فى السماء، أنا بن محمد المصطفى، أنا بن علىّ المرتضى، أنا بن فاطمة الزهراء، أنا بن سيّدة النساء، أنا بن الشهداء أبناء الشهداء. قال: فضج الناس بالبكاء، وكادت تكون فتنة. قال: فأمر يزيد المؤذن بالأذان فأذّن حتى قطع كلامه.

(١٠) فكان. . . أدنا (أدنى): فى القرآن ٥٣/ ٩: {فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى»}