للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وها أناذا. ثم مد يده يصلح المصباح، وكان موقودا بنفط، فتلوّت إصبعه من ذلك النفط، وعلقت فيه النار، فرفع يده ليطفيه بفمه، فلعبت النار فى لحيته مع عمامته وقويت، وعاد كلما صاح وأراد طفيها تزيد اشتعالا فى أثوابه. ثم إنه قام فعثر فى ذلك المصباح فانقلب عليه ذلك النفط فلعبت النار فى جسده، وهو يصيح ويستغيث، ولا تزداد إلا اشتعالا حتى هلك فى ساعته وصار فحمة سوداء. فنعوذ بالله من عذاب الله فى الدنيا والآخرة.

(٦٥) ومما يروى من ذكر شرف نفسه وكرم طباعه صلوات الله عليه أنشد بحضرته <من الكامل>:

إنّ الصنيعة لا تكون صنيعة ... حتى يصاب لها مكان المصنع

فإذا صنعت صنيعة فاعمل بها ... لله أو لذوى القرابة أو دع

وكان الحسين عليه السّلام متّكيا فجلس وقال: من قايل هذين البيتين الذين يعلمان الناس البخل، وإنما أمطروا معروفكم مطرا عامّا، فإن أصاب الكرام كانوا له أهلا، وإن أصاب أيام كنتم أنتم له أهلا.

وعن حذيفة بن اليمان رضى الله عنه قال: رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم آخذ بيد الحسين بن علىّ عليه السّلام وهو يقول: أيها الناس، هذا حسين ابن

(١٥) حذيفة: انظر الإصابة ٣١٨

(١٥ - ٤،٩٩) حذيفة. . . هو فى الجنة: ورد النص فى أنباء نجباء الأبناء ٥٦ - ٥٧