للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومنها أنّ بهذا الجبل أيضا خسفة أخرى أعظم من تلك الخسفة بأضعاف مضعقة ودورها أملس منحوتا لا يقدر على النزول إليها بوجه من الوجوه ولا يصل إلى سفلها جبل لعظم عمقها وفى سفلها أمّة من الأمم لا يعلم ما هم من الإنس ولا من الجنّ غير أنّهم يرون كأصغر ما يكون لبعد مسافة عمق تلك الخسفة وعندهم أشجار وأنهار ودوابّ ومواشى وغير ذلك وينظر إليهم (١٢٨) يغدون ويروحون فى معاشهم ولا يصل إليهم أحد ولا يصلون إلى أحد، هذا ما ذكره المسعودى فى كتابه مروج الذهب، (١) وقال فيه: إنّ الذى بنا قلعة باب الأبواب اسفنديار من ولد بهراسف من أوّل طبقة ملوك الفرس الأول ورتّب فيهم رجالا، ويقال إنّ هذه القلعة فتحت فى أيّام عبد الملك بن مروان ورتّب فيها رجالا من المسلمين من العرب وهم إلى هلمّ جرا يتوارثون أمرها وتنقل إليهم الموادّ من تفيس ونواحيها، قالوا: وبينها بين تفليس عشرة أيّام وأهل تفليس ساعدونهم خوفا من العدوّ، قالوا: ووراء هذا السور قوما من العرب يتكلّمون بالقحطانيّة وبينهم وبين هذه القلعة عشرة أيّام، وقيل ثلاثة أيّام، ثم تلى هذا السور من ناحية المشرق أمم كثيرة: خزر، وترك، ولان، وقفحاق، وغيرهم، ولهم ملوك منهم ملك السرير سمّى بذلك لأنّ يزدجرد لمّا أحسّ بزوال ملكه فى آخر أيّام عمر بن الخطّاب رضى الله عنه بعث سريرا من الذهب وأموالا عظيمة إلى تلك الديار، وهلك يزدجرد لما نذكره إن شاء الله تعالى فى أيّام عثمان بن عفّان رضى الله عنه، فغلب على هذا السرير رجل من نسل بهرام جور وملك تلك الناحية وفيها اثنا عشر ألف قرية، ثم يلى هذه المملكة: اللان ويقال لملكهم كرحاح (٢)


(١) غلط ابن الدوادارى: مأخوذ من مرآة الزمان ٢١ ب،١
(٢) كرحاح: كرحناح مرآة الزمان؛ كركنداج مروج الذهب ١/ ٢٢٨ مادة ٤٧٩