للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

طالق. فقالت: سخنت عينك من مطلاق، ما هو والله من ذا ولا من ذاك، ولكنى استكت فتخللت من شضية من السواك. قال: فاسترجع وندم.

ثم خرج فلقى يوسف بن الحكم أبى الحجاج فقال: إنى نزلت الساعة عن سيدة نساء ثقيف، فتزوّجها فإنها ستنجب لك، فتزوّجها.

فولدت له الحجاج. وكان يسمى كليبا، وسبب ذلك أنه لما ولدته أمه امتنع من أخذ الثدى، فاغتم أبوه لذلك. وأقام كذلك ثلثة أيام حتى يأس من حياته، فحضر إليهم شيخ اللحى أعور باليمين فى زى حكيم من حكماء العرب، فشكى أبو الحجاج له أمر ولده فقال: ينظر إلى كلبة سوداء ليس بها بياض ذات جرى فيذبح له من جراها جروا أسودا ويلطخ بدمه فاه وثدى المرضعة. ففعل ذلك فقبل الثدى لوقته. وقيل: إن ذلك الشيخ الأعور كان إبليس لعنه الله، وانتشأ الحجاج ولقب بكليب بهذا السبب.

ثم إنه صار فى شرطة روح بن زنباع الجذامى كاتب عبد الملك، وكان شهما مقداما، وكان روح بن زنباع يخصّه بالمعضلات من الأمور، فشكى عبد الملك يوما لروح بن زنباع: تخلّف العسكر، وأنهم لا يركبون لركوبه ويتثاقلون فى المسير. فقال له روح بن زنباع: يا أمير المؤمنين، فى شرطتى رجل، إن وليته هذا الأمر كفاك همه. فأمر بإحضاره وسأله عن نسبه فانتسب له، فولاه أمر الجيش. فقام بذلك أحسن قيام وعاد لا (١١٨) يستقر أحد بعد ركوب أمير المؤمنين. فبينا هو ذات يوم يطوف على ركوب الجيش، وقد نفر الجيش، بكماله لهيبته، إذ وقف بمخيم روح بن زنباع، وهو على حاله،