للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إلا لما كان يجده عنده من فضلات أبا. . . فلما انقطع لم يكن له صبرا.

فخرج يسعى فى مصالح نفسه. فتنمر الأسد غيضا، وظن الذيب أنه أصاب فيه حاجته.

فلما عاد الثعلب أخبر بما جرا فدخل على الأسد فوجده متغيرا عليه. فقال: أين كنت، يا خبيث؟ فقبّل الأرض وبكا وقال: إنى أقصد الخلوة بالملك فى مصلحة شأنه. فأخ‍. . . فقال: اعلم أيها الملك أننى لما رأيتك فى هذا المرض الشديد علمت أنك إن هلكت هلكنا لهلكك إذ نحن ما نعيش إلا من فضلك، فدرت على الأطباء والحكماء أستوصف للملك دواء يبريه من علته. فقال الأسد وقد رقّ له وصدقه: فهل علمت لنا بدواء؟ قال: نعم، وهو شيين أحدهما متعذر علينا والآخر حاصلا، وهو أسرعهما نفعا. فقال الأسد: وما هما يا با الحصين جزاك الله عن سعيك خيرا؟ قال: المتعذر منهما قلب فيل يأكله الملك فيبرأ بعد مدة، وهذا متعذر علينا فى هذا الوقت. والآخر خصوتى ذيب تأكلهما فتبرأ فى ساعتك. فقال الأسد: اخرج يا با الحصين واكتم ما معك. (١٢١) وخرج الثعلب وجلس على باب العيصة واستدعى الأسد للذيب فظن أنه يستشيره فيما يصنع بالثعلب. فلما قرب منه وثب الأسد عليه فالتقم