للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من ردّ الله به ظلامة المظلوم وردع به ظلم ظالم. فقال الحجاج: أيموت أبوك، وأنت حمل، وتموت أمك، وأنت ترضع، وتكفلك الرجال، وهـ‍ [ذا] (١٢٢) بيانك عن نفسك، هو والله أدب الله لا أدب الرجال، يا غلام اصرف المؤدبين عن محمد بن الحجاج. ووقع له بما سأله.

وروى أنه قدم أسرى فأمر بقتلهم، فقتل ساعة طويلة. فقام رجل منهم فقال: يا حجاج، لين كنا أسأنا فى الذنب فما أحسنت أنت فى العفو. فقال الحجاج: أفّ لهذه الجيف، أما كان فيهم أحد يحسن يتكلم بمثل هذا؟ ثم أمسك عن القتل، وأما شهادته على نفسه بعيده ما قتل.

فقد روى أنه لما حج مع عبد الملك بن مروان بعد قتله ابن الزبير عبر على ناد، وفيه جماعة من قريش فيهم بعض ولد يزيد بن معوية، فنظر إلى الحجاج وهو يتبخطر فى مشيته. فقال: يتبخطر ولا يتخطّر عمرو بن معدى كرب. فسمعه فرجع إليه وقد عرفه فقال: كيف لا أتبخطر وقد قتلت بقا [مة] سيفى ماية ألف، كل منهم يشهد على أبيك يزيد بالزنا وشرب الخمر. فهذه شهادته على نفسه أنه قتل ماية ألف فنعوذ بالله مكر الله.

(٥ - ٨) وروى. . . القتل: انظر البيان ١/ ٢١٤؛ وفيات الأعيان ٢/ ٣٩

(٧) العفو: فى وفيات الأعيان ٢/ ٣٩: «العقوبة»

(١١ - ١٢) عمرو. . . كرب: انظر وفيات الأعيان ٨ (كتاب الفهارس)