للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فى أقصى الحبشة يسمّى بهذا الاسم وهو جنس من الأحابش، وقال أبو معشر:

وليس فى البحار أعظم من موجه يرتفع مثل الجبال ثم ينخفض حتى يصير أردية عميقة.

وذكر أحمد بن محمد بن إسحاق فى كتاب البلدان، قال: (١) وليس فى العالم أكبر من هذا البحر، يعنى غير المحيط، فإنّه يأخذ من المغرب وينتهى إلى الصين فيمرّ على النوبة والحبشة، ثم إلى القلزم، ثم إلى وادى القرى جدّة، وزبيد، وعدن، والشحر، وحضرموت، وعمان، والديبل، وفارس إلى الشرق، وجميع بلاد الهند والسند عليه، صيفهم شتاؤنا وشتاؤنا صيفهم، فكانون وكانون وشباط عندهم مثل حزيران وتمّوز وآب عندنا، قال: وعلّلوا ذلك بقرب الشمس من الأقاليم وبعدها.

قال ابن الجوزى: وذكر من له خبرة به أنّ عمقه فى مواضع مائة ذراع وأكثر.

وقال أبو معشر رحمه الله: قد قسم أرباب الهيئة هذا البحر الشرقى سبعة أقسام، فالقسم الأوّل: بحر القلزم ويمرّ على النوبة والحبشة واليمن وعمان، وطول هذا القسم من البحر ألف وأربع مائة ميل وعليه من المدن: القصير، وعيذاب، وبين مدينة القلزم والفسطاط ثلاثة أيّام.

(١٤٢) الثانى: بحر فارس، وأوّله من الأيلة والبصرة والبحرين عند الخشبات وهى علامات منصوبة من خشب فى البحر يستدلّ بها أهل المركب عند جبل يقال له رأس الجمجمة، وقد ذكرناه فى الجبال، وقلنا إنّ أوّل هذا الجبل من اليمن من ناحية الشحر والأحقاف وآخره يمتدّ فى الهند إلى البحر ولا يعلم له غاية.


(١) قارن مختصر كتاب البلدان ٧،٧