للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

علىّ وجعلت تمسح الدم بردنها، فسألتها عن شأنها، فقالت لى خبرها، فقمت إلى أداة من سمن فجعلت أحدثها وأصبّ فى الإناء الذى معها حتى امتلأ وفاض بين أرجلنا ولا ندرى، فانصرفت عنى وقد استبطأها زوجها ورأى الدم فى ردنها فأنكره، فعزم عليها إلا أخبرته فأخبرته، فحلف لتقفنّ علىّ وتشتمنّى فى وجهى. فأخذها ووقف بها علىّ وهى تبكى فقالت:

يابن الزانية، فذلك قولى <من الطويل>:

يكلّفها الخزير شتمى وما بها ... هوانى ولكن للمليك استذلّت

هنيا مريا غير ذاء مخامر ... لعزّة من أعراضنا ما استحلّت

وهذه القصيدة فمن أجلّ شعره وأحسنه وهى <من الطويل>:

خليلىّ هذا ربع عزّة فاعقلا ... قلوصيكما ثم انزلا حيث حلّت

وما كنت أدرى قبل عزّة ما البكا ... ولا موجعات القلب حتّى تولّت

وكانت لقطع الحبل بينى وبينها ... كناذرة نذرا وفت وأحلّت

فقلت لها يا عزّ كلّ مصيبة ... إذا وطّنت يوما لها النفس ذلّت

فإن سأل الواشون فيما صرمتها ... فقل نفس حرّ سلّيت فتسلّت

(٧ - ٨) يكلّفها. . . استحلّت: ورد البيتان أيضا فى ديوان كثير عزة ص ١٠٠؛ كتاب الشعر ٣٢٨

(١٠ - ٣،٣٣٥) خليلىّ. . . استهلّت: وردت الأبيات فى كثير عزة ص ٩٥،٩٧ - ١٠٣؛ بعض الأبيات موجودة أيضا فى الأغانى ٩/ ٢٩ - ٣٠؛ كتاب الشعر ٣٢٧ - ٣٢٨؛ كثير عزة للربيعى ٦٨،١٤٢،١٥٢

(١٠) انزلا: فى كثير عزة ص ٩٥: «ابكيا»، انظر أيضا الأغانى ٩/ ٢٩؛ كتاب الشعر ٣٢٧