للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

العباس. وقد أصابه الفالج وارتعش وبطل، فكان إذا غنا يضحك منه ويهزأ به. والصحيح أن معبدا مات آخر دولة الوليد بن يزيد بن عبد الملك بدمشق وهو عنده.

وعن كردم بن معبد قال: مات أبى فى عسكر الوليد بن يزيد، وأنا معه، فنظرت حين أخرج نعشه إلى سلاّمة القسّ جارية يزيد بن عبد الملك، وقد أضرب الناس عنه ينظرون إليها (٢٥١) وهى آخذة بعمود السرير تندب وتقول <من الرمل>:

قد لعمرى بتّ ليلى ... كأخى الدّاء الوجيع

ونجىّ الهمّ منّى ... بات أدنى من ضجيعى

كلّما أبصرت ربعا ... خاليا فاضت دموعى

قد خلا من سيّد كا ... ن لنا غير مضيع

لا تلمنا إن خشعنا ... أو هممنا بخشوع

قال كردم: كان يزيد قد أمر أبى أن يعلّمها هذا الصوت فعلّمها إياه فندبته به يوميذ، قال: فلقد رأيت الوليد بن يزيد والغمر أخاه متجرّدين فى قميصين وردايين يمشيان بين يدى السرير حتى أخرج من دار الوليد، لأنه تولّى أمره وأخرجه من داره إلى موضع قبره.

قال إسحق: كان معبد من أحسن الناس غناء، وأجودهم صنعة، وأحسنهم خلقا وخلقا، وهو فحل المغنين وإمام أهل الصنعة فى الغناء،

(٢) آخر: فى الأغانى ١/ ٣٦: «فى أيام»

(٩) نجىّ: انظر الأغانى ١/ ٣٧ حاشية ٢