للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[المهدى بالله محمد بن هشام بن عبد الجبار بن الناصر]

كان ممن هرب من المنصور بن أبى عامر، ونشأ بالبادية، وكان عنده شجاعة وإقدام شديد. فلما خلت قرطبة من الحاجب المأمون ناصر الدولة، ثار بها فى اليوم الذى خلع فيه المؤيد وكان فى ثلثة عشر رجلا، وثار معه عوام قرطبة، وسار إلى القصر فقبض على المؤيد، وبايعه أهل البلد فأحالهم على الزاهرة بلد بنى المنصور فنهبت وهدمت، ونقل هو ما أمكنه إلى القصر.

قال صاحب كتاب الدول: ذكر (٣١٦) ابن الرقيق الكاتب فى تاريخه، أنه أنهب بيوت أموالها ستة أيام، فلم يبق أحد من هل قرطبة إلاّ ونال منها، ثم منع النهب وحفظ ما بقى. فكان منه ستة آلاف كيس ليس فيها درهم إلا من جوالى الروم.

ولما قبض على المؤيد أخفاه عند وزيره الحسين بن حىّ مدة، ثم أخذ نصرانيا يشبهه ففصده ونزف دمه حتى مات، وأظهره وذكر أنه المؤيد ودفنه بالروضة فى يوم الاثنين لثلث بقين من شعبان سنة تسع وتسعين

(٨) صاحب. . . الدول: انظر هنا ص ٤٤٦، الهامش الموضوعى، حاشية سطر /١٢/ ابن الرقيق: انظر مقالة «ابن الرقيق» لمحمد طلبى ص ٩٠٢ - ٩٠٣

(١٢ - ١،٤٩١) ولما. . . ثلثماية: انظر البيان المغرب ٣/ ٧٧؛ نهاية الأرب ٢٣/ ٤١٨

(١٤) بالروضة: فى نفح الطيب ٨/ ٢٠٤ (الفهرس): «الروضة (قصر بقرطبة)»