للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أنّ العيون فى الأرض كالعروق فى البدن، وذكر مقاتل أنّ العيون تتولّد من الأبخرة فتجتمع فى الأماكن المنخفضة فإذا انتثرت فى أعماق الأرض طلبت التنفّس فتنشقّ الأرض فتنفجر العيون، قال: والأرض على الماء مثل السباك فإذا أراد الله أن يفجر بعض العيون فى أماكن مخصوصة نظرا لعباده تنفّست الأرض فانفجرت.

ومذهب الأوائل: أنّ الماء من الأستقصّات الأربع، فنبتدئ الآن بذكر الأنهار الكبار التى جائز عليها لفظ البحار كالنيل والفرات ودجلة وسيحون وجيحون ونحوها ومطارحها ومقدار جريانها على الأرض، وقد ذكر النيل والفرات فى الصحيح، فقال أحمد بن حنبل (١) بإسناده إلى أنس بن مالك رضى الله عنه عن مالك بن صعصعة حدّثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: رفعت لى (١٦٣) سدرة المنتهى وإذا أربعة أنهار: نهران باطنان ونهران ظاهران فقلت: يا جبريل ما هذا؟ فقال: أمّا الباطنان فنهران فى الجنّة وأمّا الظاهران فالنيل والفرات، أخرجاه فى الصحيحين، وقد ذكر سيحان وجيحان فى الصحيح أيضا، فقال أحمد بن حنبل: (٢)

حدّثنا عبد الرزّاق عن همام بن منبّه عن أبى صالح عن أبى هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سيحان وجيحان والنيل والفرات كلّ من أنهار الجنّة، وفى رواية: فجرت أربعة أنهار، فجرت من الجنّة: الفرات والنيل وسيحان وجيحان، انفرد بإخراجه مسلم.


(١) المعجم المفهرس ١/ ١٩١؛ صحيح البخارى ٢/ ٢١١، بدؤ الخلق، باب ٦
(٢) المعجم المفهرس ٧/ ٨؛ مسند أحمد بن حنبل ٢/ ٢٨٩