للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

واحد، ودارت بها الصكاك، وثبتت في الدواوين. وذلك أنه <أعطى> لكلّ من عمومته ألفي ألف درهم فبلغت ثمانية آلاف ألف، ثم أمر لعيسى بن موسى بألفي ألف درهم فصارت عشرة آلاف ألف درهم. (٣٣) وهذا على شهرته بالبخل، وتلقيبه بأبي الدوانيق فإنه كان يحاسب الفعلة على الدانق والدانقين فلقّب بذلك.

وأول من وهب ألف ألف درهم فما فوقها معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه؛ وذلك أنه كان يجيز في كلّ عام الحسن والحسين وعبد الله بن عبّاس وعبد الله بن جعفر رضوان الله عليهم لكلّ واحد منهم بألف ألف درهم، فلمّا مات معاوية رحمه الله وقام يزيد عفى الله عنه قدم عليه عبد الله بن جعفر وقال:

يا أمير المؤمنين! إنّ أمير المؤمنين معاوية رحمه الله كان يصل رحمي في كلّ سنة بألف ألف درهم! فقال يزيد: فلك ألف ألف كعادتك، وألف ألف لترحّمك عليه، وألف ألف صلة مني إليك! فقال عبد الله بن جعفر: بأبي وأمّي أنت! وبالله إني ما قلتها لابن أنثى قبلك! قال: فلك بها ألف ألف أخرى! فأعطى أربعة آلاف ألف درهم. ولم يهب بعد معاوية ويزيد آلاف الألوف إلاّ المنصور حسبما تقدّم. ثم وهب بعده البرامكة ألوف الألوف. ثم أعطى المأمون مثل ذلك. ثم الحسن بن سهل. ثم انقطعت أمثال هذه الصلات. ذكر هذا جميعه الثعالبي في كتابه لطائف المعارف.

ذكر سنة سبع وأربعين ومائة

النيل المبارك في هذه السنة

الماء القديم ذراع واحد وستة عشر إصبعا، مبلغ الزيادة أربعة عشر ذراعا وتسعة عشر إصبعا.