للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المجنون الذي يقال له مدرج الريح! فقال المنصور: جميع ما قلتموه ذكر، والصحيح أنهما للغريض اليهودي أبو السموأل بن غريض بن عادياء أو لابنه سعية بن الغريض من اليهود ولد الكاهن بن هارون بن عمران صلّى الله عليه.

وكان موسى عليه السلام وجّه جيشا إلى العماليق؛ وكانوا قد طغوا وبلغت غاراتهم إلى الشام بعد وفاة موسى عليه السلام؛ فأخبروا بني إسرائيل بما فعلوه من إبقائهم على الغلام، فقالوا لهم: أنتم عصاة! والله لا تدخلون الشام علينا أبدا! وأخرجوهم عنها. فقال بعضهم لبعض: ما لنا بلد غير البلد الذي ظفرنا به وقتلنا أهله فعرّجوا إلى يثرب فأقاموا بها وذلك قبل (٣٥) ورود الأوس والخزرج إيّاها عند وقوع السيل العرم باليمن؛ فمن هؤلاء اليهود قريظة والنضير وبنو قينقاع وغيرهم. ومما يدلّ على أنّ هذين البيتين قول اليهودي ما ورد عن عائشة رضي الله عنها، قالت، دخل رسول الله صلّى الله عليه وسلم وأنا أتمثّل بهذين البيتين:

إرفع ضعيفك لا يحر بك ضعفه

فقال صلّى الله عليه وسلم: ردّي عليّ قول اليهودي قاتله الله! لقد أتاني جبريل برسالة من ربي: أيّما رجل صنع إلى أخيه صنيعة فلم يجد له جزاء إلاّ الثناء والدعاء فقد كافأه. وهذان البيتان من قصيدة أولها (من الكامل):

رحلت قتيلة عيسها قبل الضحى ... وأخال أن شحطت بجارتك النوى