للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال؛ فأعطاه خالد ثلاثين ألف درهم، وأمر خالد أن يكتب هذان البيتان في صدر مجلسه. وقال ابنه يحيى بن خالد: آخر ما أوصاني به العمل بهذين البيتين.

وعن محمد بن عبد الله بن عثمان؛ قال؛ كان أبو الوزير مولى عبد القيس من عمّال الخراج، وكان عفيفا بخيلا، فسأل عمر بن العلاء، وكان جوادا شجاعا، في رجل فوهب له مائة ألف درهم؛ فدخل أبو الوزير على المهديّ فقال له: يا أمير المؤمنين! إنّ عمر بن العلاء خائن! قال: ومن أين علمت؟ فقال: كلّمته في رجل كان أقصى أمله ألف درهم فوهب له مائة ألف درهم! فضحك المهديّ ثم قال: {كُلٌّ يَعْمَلُ عَلى شاكِلَتِهِ} أما سمعت قول بشّار في عمر (٧٥) (من المتقارب):

إذا نبّهتك عظام الأمور ... فنبّه لها عمرا ثم نم

فتى لا يبيت على دمنة ... ولا يشرب الماء إلاّ بدم

أو ما سمعت قول أبي العتاهية فيه (من البسيط):

إنّ المطايا تشتكيك لأنّها ... قطعت إليك سباسبا ورمالا

فإذا وردن بنا وردن مخفّة ... وإذا صدرن بنا صدرن ثقالا

أو ليس الذي يقول فيه أبو العتاهية أيضا (من البسيط):

يا ابن العلاء ويا ابن القرم مرداس ... إني لأطريك في أهلي وجلاّسي

حتّى إذا قيل ما أعطاك من نشب ... ألفيت من عظم ما أعطيت كالناسي