للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

شطّ بسلمى عاجل البين ... وجاورت أسد بني القين

ورنّت النفس لها رنّة ... كادت لها تنشقّ نصفين

يا نبت من لا أشتهي ذكره ... أخشى عليه علق الشين

والله لو ألقاك لا أتّقي ... عينا لقبّلتك ألفين

(٧٨) طالبتها ديني فراغت به ... وعلّقت قلبي مع الدين

فصرت كالعير غدا طالبا ... قرنا فلم يرجع بأذنين

قال: فانصرف بشّار بالجائزة دونهما.

قال؛ وكان <بشّار> يقول الشعر وهو صغير، فإذا هجا قوما جاؤوا إلى أبيه فشكوه فيضربه ضربا شديدا. فكانت أمّه تقول: كم تضرب هذا الصبيّ الضرير؟ أما ترحمه؟ فيقول: بلى والله إني لأرحمه، ولكنه يتعرّض للناس فيشكونه إليّ! فسمعه بشّار فطمع فيه فقال له: يا أبه! إنّ هذا الذي يشكونه إليك مني هو قولي الشعر، وإني إن ألممت عليه أغنيتك وسائر أهلي. فإذا شكوني إليك فقل لهم: أليس الله يقول: {لَيْسَ عَلَى الْأَعْمى حَرَجٌ}؟! فلمّا عاودوا شكواه قال لهم برد ما قاله بشّار، فانصرفوا وهم يقولون: فقه برد أغيظ لنا من شعر بشّار!

وعن الفضل بن يعقوب قال: كنّا عند جارية لبعض التجار بالكرخ تغنّينا وبشّار عندنا فغنّت قوله (من مجزوء الكامل):

يا منظرا حسنا رأيته ... من وجه جارية فديته

قال؛ فطرب بشّار وقال: هذا والله يا أبا عبد الله أحسن من سورة الحشر! وتمام الأبيات (من مجزوء الكامل):