للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال؛ فأعطاه خمسة آلاف درهم وكساه وحمله على بغل، وجعل له وفادة في كلّ سنة، ونهاه عن التشبيب بالنساء بتّة. ثم قدم عليه في السنة الثانية فدخل عليه فأنشده قصيدة طويلة يقول في أوّلها (من الطويل):

تجاللت عن فهر وعن جارتي فهر ... وودّعت نعمى بالسلام وبالبشر

منها (من الطويل):

وأخرجني من وزر خمسين حجّة ... فتى هاشميّ يقشعرّ من الوزر

دفنت الهوى حيا فلست بزائر ... سليمى ولا عفراء ما قرقر القمري

ومصفرّة بالزعفران جلودها ... إذا اجتليت مثل الهرقلية الصفر

(٨٠) وغيرى ثقال الردف هبّت تسبّني ... ولو شهدت قبري لصلّت على قبري

تركت لمهديّ الأنام رضابها ... وراعيت عهدا بيننا ليس بالختر

ولولا أمير المؤمنين محمّد ... لقبّلت فاها أو لكان بها فطري

لعمري لقد أوقرت نفسي خطيئة ... فما أنا بالمزداد وقرا على وقر

وهي طويلة امتدح بها المهديّ فأعطاه عادته ولم يزده شيئا.

وعن عمر بن شبّة أنّ بشّارا حضر مجلسا لصديق له يقال له عمرو بن عثمان، فقال له: أنشدنا يا أبا معاذ شيئا من غزلك! فأنشأ يقول (من البسيط):

وقائل هات شوّقنا فقلت له ... أنائم أنت يا عمرو بن عثمان

أما سمعت بما قد شاع في مضر ... وفي الخليفين من بكر وقحطان