للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

في العفو (١٦٢) كره أن يفسدها بي!.

ولمّا وثب إبراهيم لطلب الأمر اقترض من التجار أموالا كثيرة؛ وكان في ذلك لعبد الملك الزيّات عشرة آلاف دينار فلمّا لم يتمّ أمره لوى التجار أموالهم. فصنع محمد بن عبد الملك الزيّات-الآتي ذكره إن شاء الله تعالى- قصيدة يخاطب فيها المأمون منها الإغراء بإبراهيم بن المهدي يقول فيها (من الطويل):

وو الله ما من توبة نزعت به ... إليك ولا حبّ نواه ولا ودّ

فلا يتوكا الناس موضع شبهة ... فإنك مجزيّ بحسب الذي تسدي

فكم غلط للناس في نصب مثله ... بمن ليس للمنصور بابن ولا المهدي

فكيف بمن قد بايع الناس والتقت ... ببيعته الركبان غورا إلى نجد

ومن صكّ تسليم الخلافة سمعه ... ينادي بها بين السماطين من بعد

ومولاك مولاه وجندك جنده ... «وهل يجمع السيفان-ويحك-في غمد»

وأيّ امرئ سمّى بها قطّ نفسه ... ففارقها حتّى يغيّب في اللحد

فإن قلت قد رام الخلافة غيره ... فلم يؤت فيما كان حاول من جدّ

فلم أجزه إذ خيّب الله سعيه ... على خطأ قد كان منه ولا عمد

ولم ترض بعد العفو حتّى رفدته ... وللعمّ أولى بالتعهّد والرفد

فليس سواء خارجيّ رمى به ... إليك سفاه الري والرأي قد يردي