للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فيها كان ابتداء المحنة العظيمة وإظهار القول بخلق القرآن وكان الذي قام بهذا الأمر بشر المريسي وبنو الجهم. وشاع ذلك وذاع، وقتل من خالف، واختفت العلماء والأئمة في منازلهم وامتنعوا من الصلوات في الجوامع، وقتل منهم خلق كثير. وكانت من المحن العظيمة حتّى عاد لذلك عبد العزيز الكناني وتوصّل من الحجاز إلى دار السلام واحتال في التوصّل إلى المأمون، وعقد لهم مجلسا عظيما، وحصل الجدال بين عبد العزيز رضي الله عنه وبين بشر المريسي. وهذه الماجريّة تسمّى الحيدة وهي طويلة جدا ضمّنتها بكمالها في كتابي المسمّى بذخائر الأخاير الذي وسمته باسم القاضي المرحوم فخر الدين ناظر الجيوش المنصورة، وجعلته ثلاث ذخائر: الأولى ذخيرة «الدرّ الثمين في أخبار الأمم المتقدمين».والثانية ذخيرة (١٦٤) «الياقوت البهرمان في تأييد تنزيل القرآن بالدلائل الواضحة والبرهان».والثالثة ذخيرة «درر العقيان في خصائص البلدان» مما أعاقني ذلك عن إثباته في هذا التاريخ. وآخر ما انفصل عليه ذلك المجلس المذكور والمحفل المشهور أنّ الله تعالى نصر كلامه وكتابه، وأعلى كلمة عبد العزيز وأثابه، وقهر منازعه ومن انتصر له من أولئك الناس؛ بنصّ التنزيل والتأويل وحكم القياس. وأعيد إلى بلده معجّلا مكرّما