للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ما لخّص من الحوادث

الخليفة جعفر المتوكّل على الله بن محمد المعتصم بالله. ويزيد بن عبد الله على حرب مصر.

وفيها قدم سليمان بن وهب شريكا مع أحمد بن خالد (٢٠١) على الخراج وعمالته بمصر. والقاضي ابن مسكين مستمرّ على قضائه.

[ذكر سليمان بن وهب وابتداء شأنه]

روى الصولي في كتاب الوزراء أنّ الفضل بن سهل وزير المأمون رحمهما الله تعالى كان أرسل وهب بن سعيد أبي سليمان وأخيه الحسن إلى فارس محاسبا لعمّالها. فبلغه أنّه جار وحابى العمّال وقبل الرشوة فعزله وسخط عليه، وبعث له بأخيه الحسن بن سهل لينظر في أمره؛ فأحسّ وهب بن سعيد بالشرّ فأوصى إلى رجل من أهل واسط-وكان رجلا مأمونا موسرا يتحرّف بصناعة الخزّ ويتجر في الجلود؛ فأعطاه مالا كثيرا وضمّ إليه ولديه سليمان وحسن- وهما صغيران-ثم توجّه إلى بغداد فغرق قبل وصوله. فلمّا انتهى إلى الوصيّ خبره وغرقه أخبر بذلك الغلامين وقال لهما: اختارا حرفة تتحرّفان بصناعتها إن أحببتما الخزازة وبيع الجلود وذلك يضرّ بكما؛ ولكن عندي لكما مال جليل أتّخذ لكما به عقارا يردّ عليكما! فقال له سليمان: ما لنا ولحرف العوامّ وصناعتهم! وإنّما حرفة أمثالنا حزر أعناق الرجال في القراطيس! قال؛ فتهيّبهما الوصيّ وسمع ما لم يكن يظنّه بهما؛ فضمّ إليهما من يؤدبهما فلمّا اشتدّا قالا