للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فاغتمّ فسأل بعض العلماء عن الطريق فى أمره وكشف الحال، فقال له: ما تمّ إلاّ أن ترجع إلى مكّة وتقف على زمزم وتنادى باسمه: يا فلان! فإن أجابك فاسئله عن وديعتك وإلاّ فاذهب إلى برهوت ففيه بئر فيها أرواح الفجّار وفى زمزم أرواح المؤمنين، فرجع الرجل إلى مكّة ووقف على زمزم ونادى: يا فلان! فلم يجبه فخرج إلى اليمن ووقف على البئر بوادى برهوت وإذا هو جبّ عميق مظلم يطلع منه الدخان وحمو النار واللهب فناداه: يا فلان! (١٩٠) فأجابه بانكسار وقال: لبّيك! فقال: وأين مالى؟ قال: تحت الدرجة الفلانيّة، اذهب إلى أهلى وأولادى وعرّفهم فإنّهم يعطوك مالك، فقال: ألست الزاهد العابد؟ فما الذى أوقعك هاهنا؟ فقال: كانت أعمالى لغير الله تعالى، قال: وعاد الرجل إلى بغداد وعرّف أهله وأولاده فحفروا المكان وأعطوه ماله.

وأمّا عجائب الشآم ومصر والمغرب

(١) قلت: نذكرها هنا من عجائب مصر نتفا لطيفة، وذلك ما ذكره الشيخ جمال الدين ابن الجوزى وغيره وتأخّر الجملة من عجائب مصر فى الجزء الثانى المختصّ بذكرها وعجائبها ومدنها وغرائب ما فيها من الحكم والأبنية والطلسمات والأسماء ليكون ذلك مذكورا مع من ملكها من ملوكها وكلّ ملك وما بنا وما صنع فى أيّامه من العجائب الغريبة والصنائع المحكمة، وبالله أستعين فإنّه خير معين.

قال ابن الجوزى رحمه الله: (٢) حكى عن عبد الله بن عمرو بن العاص أنّه قال:

عجائب الدنيا حمّام طبريّة، ومنارة إسكندريّة، وقال آخر: نهر الذهب،


(١) مأخوذ من مرآة الزمان ٣٥ آ،٨
(٢) قارن التبصرة لابن الجوزى ١/ ١٨٨