للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

السبعة وكبار الرؤساء فعل: مثل: استنزال شمحيائيل الرئيس، والسيد سقريطس وغيرهم من الرؤساء المطاعين فى جميع قبائل الجنّ ممّا يضيق هذا التأريخ عن وصفهم.

وقال المسعودى أيضا: (١) ومن الجنّ صنفا يعرفون بالسعالى يتصوّرون فى صور النساء الحسان يتزوّجن برجال من الإنس، فما حكى من ذلك أنّ رجلا يقال له سعيد بن الجهم تزوّج امرأة منهم وهو لا يعلم بها (٢٢٦) فأقامت عنده وولدت منه أولادا، وأنّها معه على سطح يشرف على الجبّانة إذا بصرت نيرانا فى أقصى الجبّانة تأتلق فطربت وقالت: أما ترى إلى نيران السعالى شأنك وبنيك أستوصى بهم خيرا! وطارت من بين يديه فلم تعد إليه.

ومنهم من يظفر بالآدمى فى الأماكن الخالية وفى القفار وفى الأماكن الخربة فيرقصه حتى يسقط ويمصّ دمه ويتركه طريحا، ومنهم صنف لا يفارق صور الحيّات والأفاعى فربّما قتلها الرجل فيهلك لوقته وإن كان صغيرا وكان له ولد قتل به، وذكر جدع بن سنان فى تأريخه (٢) عن عبيد الأبرص الشاعر الجاهلى الآتى ذكره وخبره فى أخبار الشعراء الجاهليّة آخر الجزء الثانى إن شاء الله تعالى، قال: إنّ عبيد بن الأبرص حرج فى سفر له يريد الشأم من الحجاز مع نفر من قومه فلمّا صار ببعض الطريق إذ هو بشجاع قد أقبل وهو يلهث عطشا وخلفه حيّة سوداء تطرده، فقال بعض أصحاب عبيد: لو نزلت إليهما فقتلتهما لرجوناك، فقال عبيد: هذا إلى أن أنضح عليه ماء أحبّ إلىّ من أن أقتله، ثم نزل فقتل ذلك الأسود وحلّ أداواته فشرب وسقّى الشجاع ونضح عليه من الماء وانساب ذلك الشجاع ودخل جحره، ومضى عبيد فقضى حجته بالشأم فلمّا انصرف عائدا أغفى فى مفازة فانتبه وقد ضلّ واستابت قلوصه ولحقت بالظعن وبقى حائرا وأيقن


(١) أخبار الزمان ١٣،٣
(٢) أخبار الزمان ١٣، -٥