للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هذا ودمشق فى أسوأ الأحوال. وقد ملكوهم المغاربة بعد حرب شديد تجرّت فيه الشطّار والمشالح والحراميّة، ولم يبق لأهل دمشق مع الطائفتين لا مال ولا حريم ولا روح. والناس (ص ١٠٩) تحت رحمة الله تعالى. وجرت أمور يطول شرحها.

وكان كبير الشطّار بدمشق يعرف بابن الماورد، وقد التفّ عليه جماعة من نظرائه.

ثم إنّ قوما من مشايخ دمشق خرجوا إلى أبى محمود وتضرّعوا له وعرّفوه ما الناس فيه من البلاء والجور. وكان قد ولى الشرطة بدمشق رجل مغربى يعرف بابن حمزة. ففعل كلّ قبيح فى البلد. فصرفه عن البلد وولّى رجل كردى يقال له أبو الثريا. ومعه جماعة من الأكراد يرمون بالنشّاب. وقرّر معه مسك ابن الماورد رأس الشطّار.

وكان ذلك فى شهر صفر من هذه السنة. وبلغ ابن الماورد ذلك فكمن هو وأصحابه فى الدكاكين التى عند فندق ابن زكريا. فلما وصل إلى هناك ذلك الرجل الكردى المسمّى بأبى الثريّا وثب عليه ابن الماورد مع أصحابه، فوضعوا على أصحاب أبى الثريّا القتل. فولّوا منهزمين، وكذلك هو نفسه، وخرج إلى أبى محمود وعرّفه، فكانت بعد ذلك