للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بدمشق. وكان يعمل على الدواب فى التراب والزبل وغيره. ثم إنّه صحب رجلا يقال له ابن الجسطار ممن كان يطلب الباطل ويحمل السّلاح. فصار من حزبه، وترقّى أمره إلى ما ذكرنا.

وطال المقام على سلمان بن جعفر فى غير شئ، وليس فى يده ما ينفق. فأراد أن يظهر صرامة ليتمكّن من البلد. فقال لقسّام:

لا تحمّلن أحدا سلاحا. فأبوا عليه ذلك. فبعث إلى الغوطة من يسير فيها وينهى من يأخذ الخفارة أو يحمل السلاح. فعرّفوا قسّاما فقال: هذا ما لا يفكر فيه.

ثم إنّ أصحاب سلمان بن جعفر وجدوا رجلا يقال له حميد ومعه ثلاثة يحملون السلاح. وكان ممن يأخذ الخفارة لقسّام. فأخذوا رؤوسهم.

فكان ذلك سبب الحرب والقتال بين سلمان وبين قسّام.

ثم إنّ قسّاما جمع مشايخ البلد وكتب محضرا أشهد فيه على نفسه أنّه يحمى البلد ممن يحضر إليها من جهة عضد الدولة فناخسرو، ويمنعها منه. وأنفذه إلى مصر. فوقع ذلك بغرض العزيز بالموافقة.

وأنفذ رسلا من كتامة إلى سلمان أن يرتحل عن دمشق. فرحل عنها.

وكان مقامه بها شهورا من هذه السنة.

ورجع أبو محمود بعد مسير ابن فلاح إلى دمشق فى رسم وال، من طبرية، فى نفر يسير. وعاد أمر دمشق مستقّلا لقسام.