للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فلما كان التاسع عشر من المحرّم وقع الحرب بين عساكر بلتكين وبين قسّام وأصحابه. وكان قد ورد كتاب من العزيز على بلتكين بحصار دمشق. فلما كان يوم الخميس ركب بلتكين وركب الجيش ووقع القتال، ولم يقاتل مع قسّام إلاّ من كان من حزبه من العيّارين ورجّالة القرى الذين جمعهم، وتنحوا (ص ١٣٥) عند أهل البلد لما فى قلوبهم منه، واستمرّ القتال والحصار إلى يوم الخميس الآخر. فكان مدّة هذا الحصار ثمانية أيام. ووقع الاتفاق أن يتسلم بلتكين البلد، ولا يتعرّض لقسّام ولا لأحد من أصحابه. وولّى البلد فى ذلك النهار حاجبا يسمى خطلخ فى خيل ورجل.

ثم إن قسّام تخوّف فاختفى. ونودى عليه بالمدينة فلم يوجد.

فدلّوا على زوجته وولده فوجدوهم فى كنيسة اليهود فأخذوا. وكان قسّام قد اختفى عند رجل فقير لا يؤبه إليه. فلما دخل الليل خرج إلى العسكر فوقف على خيمة ابن الفرّار اليهودى. فقال لمن حوله:

رجل يريد الاجتماع بالريّس. قالوا: ومن هو؟ قال: قسّام.

فدخل بعضهم فعرفه. ودخل عليه على أمان. ثم بعث إلى بلتكين:

قد جاءنى قسّام مستأمنا. فانفذ بلتكين من ساعته حاجبه فى جماعة معهم قيد، فأخذوا قسّاما وقالوا له: مدّ رجليك. فقال: أنا جئتكم فى أمان. فرفع الحاجب الدبّوس فضربه به ثلاثا، وقيّد. ثم حمل بعد ذلك إلى مصر فعفى عنه على ما ذكر.