للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيها غلت الأسعار بالعراق حتى أبيع الرطل الخبز بالبغدادى بأربعين درهم. وهلك عالم عظيم من الجوع، وانكشفت فى هذه السنة أحوال كثيرة من مساتير بغداد.

وكان بدمشق ابن أبى العود الصغير من قبل السلطان على الأموال، وكان شديد المعاندة لمنير الخادم. ويكاتب فى حقّه أنه عاصى، وأنه يكاتب بغداد. فلما كثرت مكاتبته بذلك إلى العزيز، وكان العزيز قد اصطنع تركيّا يقال له منجوتكين، فجهّزه بعسكر كثيف إلى الشام. فلما صحّ عند منير أن ابن أبى العود قد استجلب عليه عسكرا قتله، وكاشف (ص ١٤٧) بالعصيان، ونزل العسكر مع منجوتكين التركىّ الرملة، ووافاهم بشارة والى طبريّة، وكتبوا إلى نزّال والى طرابلس أن ينزل على دمشق.

وكان منير الخادم قد جمع رجاله من أهل دمشق ممن يطلب الباطل واعتدّ للحرب. والتقى منير ونزّال بمرج عذرا. فانهزم منير، وذلك <فى> التاسع عشر من رمضان هذه السنة. ولما انهزم منير أخذ فى الجبال حتى خرج إلى أرض جوسية يريد حلب. فخرجت عليه أحلاف العرب فأخذوه، وأتوا به إلى منجوتكين وهو بدمشق. فشهرّه منجوتكين على جمل، وأركب معه قردا، وشهر معه من أصحابه نحو مئة رجل