للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومنها كتاب ألّفته قبل وضعى لهذا التأريخ المبارك، وله فى معانيه مشارك، وسمّيته أعيان الأمثال، وأمثال الأعيان، وذلك لما طالعت كتاب كليلة ودمنة لحكماء الهند، وعلماء السند، وإنّ جماعة من الفضلاء الإسلاميّين نسجوا على منواله، ولم يبلغوا أمثاله، فمنهم صاحب كتاب الصادح والباغم الشريف أبو يعلى محمّد بن الهبّاريّة رحمه الله، ومنهم كتاب سلوان المطاع لابن ظفر رحمه الله، ومنهم كتاب ثعلة وعفرة لسهل بن هارون الذى كان يسمّى بزرجمهر الإسلام، ولعمرى لقد أجادوا البلاغة، وأحسنوا الصياغة، وفضحوا بعدهم من رام الفصاحة، أو تجلاّ بملاحة، غير أنّ العبد على شعارهم، واقتبس من أنوارهم، وألّفت هذا الكتاب الذى سأذكر منه ما يليق بذكره فى هذا التأريخ وأقمت دعائمه على اسمين حسان، تورية عن القلب واللسان فأحدهما وتتمته ناطق الظّنين، والآخر سمّيته حاذق الأمين، (٢٤٩) فوقع غريب فى أمثاله، لا يوجد مثاله، إذ هو إسلامى جاهلى، عربى عجمى، ملوكى سوقى، خاصّى عامّى.

وجعلته عشرة محاضرات:

الأوّلة: المحاضرة الربيعيّة ممّا تزهو على الدرّ المنثور فى تشابيه الفواكه والزهور، وهى التى أثبتها بجملتها فى هذا التأريخ إذ كلّ سمع للذّة سماعها يسيح.

الثانية: المحاضرة الأوائليّة، التى بأخبار الأمم القديمة مليّة، وقد لخّصت منها فى هذا التأريخ أيضا، ممّا يزهو بحسنه على الفضّة البيضاء.

الثالثة: المحاضرة النبويّة المشرّفة بذكر خير البريّة.

الرابعة: المحاضرة الخليفيّة التى كلّ القلوب إلى سماعها مشتهية، وهذه المحاضرة والتى قبلها وما بعدها من هذا الباب، موفرة إجلالا لذلك الكتاب، للا (١) يكن قد أغرنا على جملته، وأضعنا حرمته.


(١) للا: لئلا