للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقوله (من السريع): (١)

وغادة أهدت إلى إلفها ... قضيب آس زاد فى ظرفها

كأنّما خضرة أوراقه ... بقيّة الحناء (٢) فى كفّها

ولابن المعتزّ فى الآس (من المجتثّ):

يقول لى الآس قل لى ... علام تكثر لثمى

فقلت أشبهت عندى ... عذار من لا أسمّى

وله فيه (من الكامل):

آس كأنّ غصونه ... فى كفّ ظبى أغبد

قضبان (٣) ... قد كللت

فيها فصوص زبرجد

[الريحان]

فأجابه الريحان، وهو يتمايل فى دوحه كالسكران الفرحان، ذات نشر فيّاح، يحيى بشذاه الأرواح، بجماجم كجماجم الرؤوس، أو كبرادة الآبنوس، وقال:

لقد تعدّيت طورك أيّها الآس على أولاد الناس، وليس من يباع بالفلوس كمن تفزع فى ثمنه الأكياس ليكون حضرة بين الكؤوس، فالعاقل من عرف قدره ليقام عذره، كيف تناظر أمير الرياحين فى كلّ وقت وحين، وإنّما أنت فاجر كما قال الشاعر (من الوافر):

إذا عدل الأمير فلا عجيب ... إذا جارت رعيّته عليه

فأنا نظرك بل كبيرك، فلو تعلّقت مثلك بهذه الرتب، وأسأت الأدب، لكان يحقّ لى أن أهتزّ، إذا سمعت قول ابن المعتزّ (من الطويل):


(١) نهاية الأرب ١١/ ٢٤٢،٤
(٢) الحناء فى: الحنا على نهاية الأرب
(٣) قضبان-كللت: كنا