للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تريك بمقلوبها خيمة ... وقد مزّق الريح أطنابها

وفى هديته (من السريع):

بعثت بالسوسن لما غدا ... تصحيفه المبهج سوء «يبين»

وقلت لما غدا رافعا ... أنمله يدعو بهذا آمين

[الياسمين]

فقال الياسمين وقد تطرّف بياضه بالاحمرار كشفق علا فى أوّل النهار أو كعضّة صبّ ذو لهيب فى أنامل الحبيب، فطاب حصاده لما حلّ فصاده، وعبق بنشره، فوجب مدحه وذكره، لما غلب على نشر كلّ زهر خدّاه بعطره وشذاه: أنا الياسمين، من بدائع خلقة ربّ العالمين، أيّها السوسن فلأنّك ملسّن فأنا منك أعطر وأحسن، بحضورى تطيب المجالس، وأنت قائم وأنا جالس، وأنا المشبّه بالكواكب، وبالنجوم الثواقب، وبنهود الكواعب، ولست أفارق حضرة الأجواد، واسمع ما قال فىّ ابن عبّاد (من المنسرح): (١)

كأنّما ياسميننا الغضّ ... كواكب فى السماء تنقضّ (٢)

والطرف (٣) ... المحمر فى جوانبه

نهود عذراء مسها عضّ

ومن المختار قول ابن الأبّار (من الوافر):

حديقة ياسمين لا ... تهيم بغيرها الحدق

إذا خفن الغمام بكى ... تبسّم ثغرها اليقق

كأطراف الأهلّة سا ... ل فى أفنائها الشفق


(١) نهاية الأرب ١١/ ٢٣٧، -٢؛ شرح المقامات الحريرية ١/ ١٥١،١٧
(٢) تنقض: تبيض نهاية الأرب
(٣) والطرف-مسها: والطرق الحمر بواطنه كخد عذراء منه نهاية الأرب