للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لكان هو القصد والمراد، فياحسنه من زهر ذكىّ الأنفاس، محبوب إلى قلوب الناس، كأنّما الطلّ على أوراقه، دموع كاعب آلمها إلفها بفراقه، فبياضه كدودها، ودموعها كطلّة لفقيدها، فياله من نبات لطيف، كما قال الطوسى الشريف (من السريع):

كأنّما النسرين لما بدا ... يصفرّ فى الأبيض عند المغيب

متيم فارقه محبوبه ... مستعجلا قبل حضور الرقيب

[الثامر]

وأمّا الثامر، ففى الربيع قد اضمحلّ، إذ ليس بزمانه، من بعد ما كان متلعّبا فى أغصانه، فعاد فى زهره مزرور، وهو فى أعالى شجره محصور، فهو بين الأزهار كالضيف، إلى أوان الصيف، فحينئذ يظهر فى (٢٦٧) لونه الأصفر كنبات الأصفر، وقد عطّر نشره وفاح، على رؤوس الربا والبطاح، فيا له من زهر طريف، كما قال الطوسى الشريف (من السريع):

كأنّما الثامر فى روضة ... لو لم يكن ذا أرج طيّب

مدّ به من شعر أصفر ... يومى بها أو ذنب الثعلب

الجلّنار

والجلّنار، قد زاد فى الاحمرار، وحكى خدّ معشوق ذى خمار، من شرب العقار، كأنّه أحقاق من عقيق، على قضبان زمرّد أنيق، أو كخود بمعجز زعفران عذرا، على غلالة حمرا، تمرح بين أرّابها، وتميس بإعجابها، تملك قلب العاشق من غمزة، فهى كما قال ابن حمزة (من الرجز):