للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عاشق ومعشوق، فيا حسنه من ثمر قد أينع، وأفنّ وافقع، وجمع من المحاسن صنوف وألوان، ما يكلّ لعدّتها لسان الإنسان، إن كان مأكولا، فكان مأكولا ظريف، أو مشموما، فكان مشموما لطيف، وإن بعث رسولا كان نجيح، وإن جعل نديما (٢٧٠) كان مليح، ترتاح إليه النفس، وتسكن إليه الحواسّ الخمس، فهو لذيذ المسّ، حسن الاسم فى الحسّ، حلو المذاق، عطر الاستنشاق، نزه المنظر، كأنّه خدّ معشوق أحمر، فلمّا كملت نعوته، وجب ان نذكر من منعوته (من الطويل): (١)

فتى جمع العلياء علما وعفّة ... وبأسا وجودا لا يفوق فواقا

كما جمع التفّاح حسنا ونظرة (٣) ... ورائحة محبوبة ومذاقا

ومن النادر لعبد الله بن طاهر (من السريع):

لم أر كالتفّاح فى مجلس ... أذكا ولا أقضى لحاجات

إنّ الذى يأكل تفّاحة ... لجاهل حقّ التحيّات

ولهذا يومئ ابن الرومى فى تفّاحة (من المنسرح): (٢)

أرسلنى عاشق لحاجته (٤) ... فجئت بين الرّجاء والأمل (٥)

لا تخجلنّى بالردّ حسبك ما ... ترى بخدّى من حمرة الخجل


(١) نهاية الأرب ١١/ ١٦٧،٦ (منسوب إلى أبى الفتح البستى)؛ ديوان أبى الفتح ٢٨٥،٨؛ زهر الآداب ١٠١١، -٢؛ التمثيل والمحاضرة ٢٧٠؛ يتيمة الدهر ٤/ ٢٩٨؛ تحفة الوزراء ٢٦
(٢) ديوان ابن الرومى ٥/ ١٨٩٤،٣ رقم ١٤٥٥
(٣) ونظرة: ونضرة
(٤) لحاجته: بحاجته الديوان
(٥) والأمل: والوجل الديوان