للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذكر سنة ثلاث وستمائة

النيل المبارك فى هذه السنة

الماء القديم خمسة أذرع فقط. مبلغ الزيادة سبعة عشر ذراعا وأربعة أصابع.

[ما لخص من الحوادث]

الخليفة الإمام الناصر لدين الله أمير المؤمنين بحاله. والسلطان الملك العادل كذلك.

وقد خرج بجميع العساكر المصرية بنية الغزاة، وجعل الملك الكامل بالديار المصرية.

وكان سبب حركة السلطان أنه بلغه أن الملاعين-أهل حصن الأكراد-خرجوا وغاروا على البلاد الإسلامية من الشامية، ونهبوا وقتلوا، فحلف [العادل] أنه لا يبقى بالساحل من الفرنج رجلا يكفر بالله، إن شاء الله تعالى. ووصل إلى دمشق. وكانت الملوك قدمت عليه بالعساكر من كل فج عميق على كل ضامر. ونزل على بحيرة قدس. ثم صام شهر رمضان حتى تكملت العساكر من جميع النواحى، وسار إلى حصن الأكراد. واتقع مع الفرنج وقعة عظيمة، قتل بينهما خلق كثير.

ثم كسرهم وضيق عليهم، وفتح حيفا وأعزاز، وهو حصن قريب من المرقب.

ثم نزل على طرابلس، ونصب عليها المناجيق، وضيّق على أهلها. وغارت العساكر على ضياعها، وأخذوا أهلها من النساء والرجال، وقطعوا أشجارها، والعين الواصلة إليها. ولم يزل الأمر كذلك إلا أيام فى هذه السنة. ثم رحل السلطان وعاد، ونزل على منزلته الأولى فى ذى الحجة من هذه السنة. وبعث صاحب طرابلس يسأل الصلح، وسيّر هدايا جيدة، وثلثمائة أسير من المسلمين، فتقرر الصلح بينهم. وكان الرسول الريدكور أخو صاحب طرابلس.