للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذكر سنة ست وستمائة

النيل المبارك فى هذه السنة

الماء القديم خمسة أذرع وعشرون أصبعا. مبلغ الزيادة لم يتحرر فى هذه السنة، كونه أخذ القاع من الماء القديم فى شهر ذى الحجة. وكانت الزيادة فى سنة سبع وستمائة ستة عشر ذراعا فقط.

[ما لخص من الحوادث]

الخليفة الإمام الناصر لدين الله أمير المؤمنين بحاله. والسلطان الملك العادل قد توجه إلى غزاة الكرج، لما بلغه ما فعلوه، وخروجهم على ولده الملك الأوحد صاحب أخلاط. فعندما سمع الكرج بتوجه السلطان إليهم، ولوا منهزمين. فنزل السلطان على سنجار محاصرا لها، لينزعها من يد مالكها، فوصل إليه رسول الإمام الناصر، وهو ابن الضحاك استادار الخلافة المعظمة، وفى خدمته أربعمائة فارس.

ولم يسمع بمثله أنه سير إلى ملك من الملوك من جهة الخلافة. وشفع فى صاحب سنجار، فامتثل ذلك، ورحل عنها.

وفيها توفى سنجر شاه صاحب الجزيرة. وكان هذا الملك سيئ الأخلاق، قبيح السيرة، ظلوما، غشوما، سفاكا للدماء بحقّ وبغير حقّ. وكان له عدة أولاد، فحبس كل واحد فى قلعة، وذلك خوفا على نفسه منهم. ثم إنه اعتقل ولدين منهم فى قلعة تعرف بقلعة فرح وهى قلعة عظيمة لا ترام. وكان أحدهما يسمى محمود والآخر مودود. واعتقل ولدا آخرا-يسمى غازى-بالمدينة، ووكل به من يمنعه من الخروج والدخول. وكان فى جانب تلك المدينة-محاذى الدار التى فيها غازى-