للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيها توجه التتار طالبين إربل، فنفّذ صاحبها يستنجد بالملك الرحيم بدر الدين لؤلؤ صاحب الموصل. واتفق مع مظفر الدين كوكبرى صاحب إربل أن يسيروا جماعة من العساكر يمسكوا الدربندات بمضيق الطرق، ليمنعوا التتار من العبور إلى البلاد. وكان رأيا سعيدا لو تم. ثم وصلت كتب الخليفة أن التتار يمتنعوا من عبور البلاد، ويأمرهم بالحضور والاجتماع بالعساكر على دقوقا، وذلك ظنّا من الخليفة أن التتار لا يعبرون البلاد، وأنهم متوقفون عنه وعن بلاده، لما بينه وبينهم من المكاتبات. وكان التتار لما وصلوا إلى مدينة إربل وجدوا الجبال ضيقة المسالك، فتركوا إربل وقصدوا العراق، فعند ذلك خرج صاحب إربل وصاحب الموصل بالعساكر، وتبعوا التتار، وهم فى عساكر كثيفة. ثم إن الإمام الناصر سيّر إلى [مظفر الدين صاحب إربل] يأمره بالحضور بالعساكر. فلما اجتمعت العساكر على دقوقا ينتظرون أن الخليفة يسيّر إليهم عسكرا كثيفا من بغداد، يكونوا هؤلاء العساكر فى ضمنه لملتقى التتار، فجاءهم مملوك من جملة مماليك الخليفة يقال له قشتمر، ومعه نحو من ثمانمائة فارس. فلما رأى الملوك هذا الحال تفرقوا كل ملك إلى مكانه، وكتب مظفر الدين للخليفة يقول: «إن هذا العدو عدو ثقيل، وخلق عظيم، لا يعلم عددهم إلا الله عز وجل. فابعث إلينا جيشا نلقى به هذا العدو، ولو عشرين ألف فارس، ونحن نتكل